قل وداعًا للسمنة بعد إجراء اختبار مستوى فيتامين د في الدم! 
نقص فيتامين د يسبب السمنة أو زيادة الوزن! أو كما يطلق عليه العالم الطبي اسم “فيتامين الشمس”. ما مدى صحة هذه الأفكار وكيف أثبتت الأبحاث والدراسات المعاصرة وجود ارتباط وثيق بين مستوى فيتامين D ووزن الجسم؟
وبالرغم من أن فيتامين د عنصر غذائي مهم في تحسين المناعة وتقوية العظام وصحة الأسنان وتسهيل امتصاص الكالسيوم والفوسفور، إلا أن تأثيره المباشر على الوزن يشكّل هاجسًا لدى الكثيرين ممن يعانون من النحافة أو السمنة.
تجيب مقالتنا اليوم عن تساؤلاتٍ كثيرة تدور في خُلدك تتعلق بأسباب زيادة الوزن في الشتاء وعلاقة ذلك بفيتامين د، وكيف يمكن ضبط مستوى فيتامين د في الدم للحصول على الوزن المثالي وغيره الكثير.
تنويه مهم: إجراء فحوصات الدم اللازمة هو الحل الأنسب لمعرفة ما إذا كنت تعاني من نقص أو زيادة نسبة فيتامين د في الجسم، علمًا أن جرعات فيتامين د تختلف بحسب كتلة الجسم والعمر والألم الجسدي والنشاطات اليومية.
ما هو فيتامين الشمس أو فيتامين D ولماذا عليكَ فحص مستوياته بالدم مباشرةً؟
فيتامين قابل للذوبان في دهون الجسم ونحصل عليه من عناصر غذائية مثل الدهون الحيوانية؛ كالأسماك وزيت كبد الحوت وصفار البيض والأفوكادو والألبان والأجبان، أو عن طريق التعرّض لأشعة الشمس لمدة 5-30 دقيقة يوميًا أو تناول المكملات الغذائية.
الطريقة المثلى لمحاربة فكرة نقص فيتامين د يسبب السمنة هي تناول المكملات الغذائية؛ علمًا أن الكمية الموصى بها يوميًا هي 600 وحدة دولية أو 15 ميكروغرام.
إثبات صحة أن نقص فيتامين د يسبب السمنة لا النحافة!
باتت مسألة “نقص فيتامين د يسبب النحافة أو زيادة الوزن” شائعة، خصوصًا في المناطق النائية البعيدة عن خط الاستواء بسبب عدم تعرّض قاطنيها لأشعة الشمس بشكل دوري؛ لكن في الواقع نقص فيتامين د يسبب السمنة!
الدليل أننا نلاحظ حدوث زيادة الوزن في الشتاء، وهو الفصل الذي لا نتعرض فيه لأشعة الشمس، لذا نجد وكأن نسبة فيتامين د القليلة في الجسم تمسك في الخلايا الدهنية وكأنها تقيّدها وتمنعها من الذوبان أو الحرق.
لكن وبالرغم من أن الجلد يحوّل الكوليسترول لفيتامين D بشكل طبيعي تلقائيًا فور تعرّضه لأشعة الشمس، إلا أن تلك النسبة في الشتاء قد تكون غير كافية، خصوصًا أن هذه العملية تستمر مدة ستة أشهر فقط في السنة الواحدة.
معلومة: أكثر الناس عرضة لنقص فيتامين د هم كبار السن والرُضّع وأصحاب البشرة الداكنة والقاطنين في المناطق البعيدة عن خط الاستواء والنباتيين.
ما مدى تأثير نقص فيتامين د على وزن الجسم، وهل نقص فيتامين د يسبب السمنة حقًا؟
نقص فيتامين د يسبب السمنة وهو عامل خطير من عوامل حدوث خلل في مستويات هذا الفيتامين في الجسم وخلاياه، أيّ أن الفكرة الشائعة حول أن نقص فيتامين د يسبب السمنة أثبتت صحتها.
واستوفت نتائج الدراسات أن ارتفاع وزن كتلة الجسم وزيادة الدهون مرتبط بنقص فيتامين د في الجسم، ويحكم هذا عدّة نقاط، منها:
- حاجة الجسم لأنزيمات معينة تحوّل فيتامين د لشكله النشيط، وقد يعاني البعض من نقص هذه الأنزيمات.
- اختلاف سلوكيات الأشخاص، مثل الانطوائيين الذين هم أقل عرضة لأشعة الشمس بسبب اعتكافهم منازلهم.
- احتياج الأشخاص البدينين إلى جرعات أكبر من فيتامين د مقارنةً بالنحيفين.
- زيادة نسبة فيتامين د في الجسم عند نزول الوزن بسبب تقليل الدهون.
نقص فيتامين د يسبب السمنة وآلية تأثيره على دهون وهرمونات الجسم
يقلل فيتامين د من تكوين الخلايا الدهنية في الجسم ويمنع تخزين الخلايا الدهنية الجديدة مما يقلل من تراكم الدهون في مناطق متفرّقة في الجسم. هذا ما يثبت صحة معادلة أن نقص فيتامين د يسبب السمنة.
1-تأثير نقص فيتامين د على ناقل السيروتونين العصبي
يزيد فيتامين د من مستويات السيروتونين Serotonin في الدم؛ وهو ناقل عصبي له تأثير مباشر على حالة الشخص المزاجية وتنظيم ساعات نومه، وبالتالي سلوكياته.
لذا يلعب السيروتونين دورًا محوريًا في التحكّم بشهيتك ويزيد الشبع، وبالتالي يقلل من حاجة الجسم للسعرات الحرارية ووزن الجسم.
2-تأثير فيتامين د على هرمون الليبتون
نقص فيتامين د يسبب السمنة بسبب انخفاض مستوى هرمون الليبتون Leptin في الدم ويسمى “هرمون الشبع”. يتحكّم فيتامين D بهرمون الليبتون ويساعده في أداء وظيفته على أكمل وجه.
ما يحدث عمليًا هو أن نقص فيتامين د يسبب خلل في عمل الهرمون وتراجع في إرساله إشارات عصبية للمخ تقتضي الشعور بالشبع، لذلك فإن الشخص يكون أكثر عرضة لزيادة الوزن.
3-تأثير فيتامين د على هرمون التستوستيرون
يرتبط ارتفاع نسب فيتامين د في الجسم بارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون Testosterone أو “هرمون السعادة” مما يؤدي إلى فقدان الوزن، نظرًا للعب ذلك دورًا في تقليل دهون الجسم وفقدان الوزن تباعًا على المدى الطويل.
أي أن ارتفاع نسب هرمون التستوستيرون يؤدي إلى ارتفاع التمثيل الغذائي أو ما يسمى الاستقلاب وينتج عنه حرق أكبر وأسرع للسعرات الحرارية بعد تناول الطعام ومنع تكوين خلايا دهنية جديدة في الجسم. ومن هنا نخلص إلى أن نقص فيتامين د يسبب السمنة.
معلومة طبية: المعادلة التي تربط مستوى فيتامين د بوزن الجسم هي:
- نقص فيتامين د >> زيادة الوزن.
- زيادة فيتامين د >> نقص الوزن.
كم وحدة دولية من فيتامين د يحتاج جسمك؟
باتت فكرة أن نقص فيتامين د يسبب السمنة مفهومة الآن، والحل الأمثل لمحاربة ذلك هو تناول جرعات من فيتامين الشمس بشكل منتظم وبوصفة طبية، مع الأخذ بالحسبان أن مدى احتياجك لفيتامين د مرتبط بوزن جسمك.
المقياس العام الذي يناسب جميع الأشخاص على اختلاف وزنهم ومقدار تعرّضهم لأشعة الشمس ونوعية غذائهم وعملهم… إلخ هو كالآتي:
32-36 وحدة دولية لكل رطل / 70-80 وحدة دولية لكل 1كغ.
ملاحظة: بالاعتماد على وزنك، قد تكون هذه الكمية أعلى بكثير من الحد الأعلى من فيتامين د المسموح بتناوله يوميًا، ألا وهو 4000 وحدة دولية كل يوم.
هل يشكّل المبالغة في تناول فيتامين د خطرًا على حياتنا؟
بعد زيادة وعي الناس بأن نقص فيتامين د يسبب السمنة، يُقدِم البعض ممن يعانون من السمنة المفرطة بتناول كميات كبيرة من فيتامين د لإنقاص وزنهم بأسرع وقت ممكن، وهذا أمر خطير للغاية ولا يقبل المساومة.
السبب أن تناول فيتامين د لا يجب أن يكون عبثي بل بموجب فحص طبي من طبيب مختص، لأن تناوله بكميات كبيرة قد يؤدي إلى تسمم. وإن كنت قد سمعت عن شخص تناول قرابة 10.000 وحدة دولية ولم يصبه أي مكروه، فهذا ليس مقياسًا!
تعرّف على اسرار فيتامين د الصادمة وتأثيرها على صحتك وحياتك
نسبة فيتامين دال المثالية في الجسم هي 50 وما فوق، ولا يجب أن تقلّ عن هذا الحدّ على الإطلاق وذلك بسبب أهميته الكبيرة ووجود مستقبل لفيتامين د في كل خلية من خلايا الجسم.
يكوّن فيتامين د الهرمونات الأنثوية والذكرية ويتحكم بعملها ويؤثر في أداء وظائفها الحيوية، لذلك يسمى Pre-Hormone أي مرحلة ما قبل تكوين الهرمون.
ما يُثير الاهتمام في فيتامين د هو أنه مُثبت للكالسيوم في الجسم، لذا فإن تناول الكالسيوم لدى المصابين بهشاشة العظام أو الحوامل أو كبار السن دون تناول فيتامين د ضمن كورس يحدده الطبيب غير مفيد.
أيّ أن فيتامين د يساعد الجسم في امتصاص الكالسيوم 20 ضعف عن تناول الكالسيوم لوحده دون مثبت. وهنا يقوم فيتامين D بوظيفته في نقل الكالسيوم من الأمعاء إلى الدم مباشرةً.
ما هي اعراض نقص فيتامين د الأكثر شيوعًا؟
أمامنا العديد من الأعراض التي تؤثر بشكل أو بآخر على صحتك الجسدية وحركتك وأدائك حتى لنشاطاتك اليومية، وأشهرها:
- تعب شديد وعام في الجسم.
- الشعور بإرهاق فور القيام بأي نشاط طبيعي أو جهد عضلي.
- ألم في العضلات والضهر والعنق.
- ضعف المناعة، مثل عدم مقاومة نزلات البرد.
- الشعور بالاكتئاب والتعب النفسي.
- نقص فيتامين د يسبب السمنة الشديدة.
فكرة نقص فيتامين د يسبب السمنة قد تكون للحظة مخيفة بالنسبة لك، لكن في حقيقة الأمر، التدخل الطبي البسيط لعلاج هذه الحالة سيكون كفيلًا بتخليصك من هذا الوهم.
بيد أن إجراء فحوصات الدم اللازمة كل فترة قصيرة واعتماد نظام غذائي مرن وفعّال لدى مختصين في مجال التغذية سيكون الفيصل والحكم في معادلة التخلّص من النحافة أو السمنة للأبد.